متى نعيش الواقع؟
هل نحن من يضع القيود في حياتنا؟ أم أن هناك قوة تقيد الواقع فعلاً وتمنعنا من الاستمتاع بماحولنا؟أين كانت تلك القيود التي صنعناها داخلنا أو استقبلناها من حولنا أما آن الأوان للتحرر والانطلاق منها؟ أما آن الأوان أن نتعلم كيف نفعل الشيء الصحيح في كل لحظة؟
أن الحياة الغير مشروطة و الخالية من القيود هي أفضل حياة، والتي تتيح لنا عيشها بعيداً عن محاولاتنا المادية المتكررة لإشباع حاجاتنا وغرائزنا ، وممالاشك فيه أن مايجعل حياتنا أفضل هو أسلوب التعامل مع اللحظات العابرة،فأي شيء يقف بيننا وبين الواقع كحجاب يخلق ألماً ومعاناة تفقد الواقع جمال لحظاته،نحن من يكدر جمال الواقع ،نحن من يقتل متعة اللحظة بتشريطنا اللا منتهي وتقبلنا المشروط لكل شيء واستجاباتنا الباهته الغير ملونة لحاجاتنا الملحه ومايثير حولنا.
هكذا عشنا أيامنا الماضية ومازلنا نعيشها في حاضرنا وأكاد أجزم بأننا سنعيشها في مستقبلنا وسنستجيب لها بنفس الطريقة وبنفس الهدف مالم نخلق ذلك الدافع العظيم للتغيير، هكذا عشنا الواقع بشروطنا إلى أن صعب علينا الشعور بماحولنا من معاني أو الابتسامة حينما مارسنا الاستجابة السطحية من خلال معادلات التشريط التي اخترعناها كـــ ( معادلة السعادة التي شرطناها بالسلطة،المال،الصداقة.. و الرأحة التي شرطناها بالسيارة ،الزواج، البيت ...)وغيرها الكثير.
لقد وجدت الحياة لكي تُعاش مرة واحدة نعم مرة واحدة، لالكي نقضيها في محاولاتنا المسرفة لتلبية رغباتنا الثانوية مرات ومرات، خطاؤنا هنا أننا أخطائنا في حق أنفسنا وأخطائنا في حق الواقع ،نعم أخطائنا عندما حصرنا متعتنا في حدود ضيقه ضيقت حدود تعاملنا وحرمتنا العيش بتفاصيل مايحيط بنا ،لأننا لم نكن على طبيعتنا ولم نعطي في لحظة ما مايستحق العطاء.
أن مايقيد متعتنا ويمنعنا باستمرار من التعمق أو المحاولة هو تعاملنا المشروط لأننا نقضي حياتنا في البحث عن ماينقصنا وننسى أننا نملك من الكثير مايسعد مقارنه بغيرنا ويضيع العمر إلى أن ندرك أن الحياة كانت تحمل لنا مانتمنى ومن ثم ماذا تراه يعود؟
فمتعة الواقع بالنسبة لنا كانت أقل من أفضل مانستطيع أن نحياه وبتالي مالدينا لنمنحه للعالم يصبح قليل فإذا فكرنا في الأشياء التي حدثت حولنا سنجد بأننا فقدنا عندما خاطرنا بالعمر الذي لن يعود من أجل متعه قيدت بحاجاتنا وزيفت ماحولنا وأوهمتنا بأن الحياة مجرده (لاطعم لها ولالون).
وبتأكيد هذه ليست دعوة للتخلي عن ما تحكم علينا فطرتنا من غرائز ملحه وحاجات وانما دعوة لنعيد النظرمن أجل أن نعيش الواقع في توازن ونحلم أحلام واقعية لا خياليه لنتمتع بما حولنا مقللين من دفاعتنا حتى نستطيع النظر إلى العالم الملون دون نظاراتنا السوداء .
إضاءة1:أننا بحاجة للتحرر من فشلنا وأخطاؤنا,للتحرر من إحباطنا ويأسنا ،للتحرر من الحقد والحسد ومشاعرنا السلبية،للتحرر من احساسنا بالعجز والنقص،للتحرر من شعورنا بالوحدة،للتحرر من كبتنا وقمعنا وتحكم اللاشعور،للتحرر من تفكيرنا السلبي واللامنطقي ،للتحرر من التمركز حول ذواتنا،للتحرر من تقبلنا المشروط ،للتحرر من نرجسية شخصياتنا،للتحرر من تعصب قيمنا الغير مقبولة،للتحرر من كل مايلاحقنا من الماضي ،للتحرر من كل مايحول بيننا وبين الاستمتاع بالحاضر،للتحرر من كل مايمنعنا من النظر للعالم وتخيل مالانراه منه.
إضاءة2:أننا بحاجة أيضاً لنتعلم كيف نسعد أنفسنا،نتعلم تقدير أنفسنا قبل أن نطلب تقديرنا من الآخرين،نتعلم القناعة والرضا لنشبع نزعتنا للتملك،نتعلم البحث عن الأمل، نتعلم قيمة التفاؤل،نتعلم التواضع لا الشعور بالعظمة ،نتعلم الصبر ،نتعلم الابتسامة ونمارسها،نتعلم التواصل مع ذواتنا ونتعلم تواصل ذواتنا مع العالم،نتعلم كيف نمنح الحب ونأخذ الحب،نتعلم قيم مقبولة ونتسامى بها،نتعلم الثقة بأنفسنا،نتعلم حقيقة هويتنا وكيف نعيش من خلالها،نتعلم التوافق الداخلي والخارجي لنشعر بمتعة ماحولنا .