قصة لتقوية خلق الإيثار
--------------------------------------------------------------------------------
( قصة لتقوية خلق الإيثار )
في ليلة من ليالي الشتاء القارص ...وأنا أقف خلف زجاج النافذة والمطر يتساقط
زخات .. زخات.. بمنتهى الروعة والجمال , وأنا أشعر بدفء داخل معطفي
ويداي مخبأتان داخل جيوب المعطف , وقدماي تنعمان بدفء لذيذ ,
بينما تزداد مياه الأمطار غزارة لتداعب المارّة في الطريق.. وتداعب الأشجار والأرصفة والأشياء , تذكرت أيام
الطفولة والعبث البريء , حينما كنا نتخاطف المظلات ..ونتراقص تحت المطر, وبينما ترتعش أوصالنا برودة ...يحلو اللعب والمرح.. ويحلو لنا احتمال البرد وشدته ....
وأنا أستعيد تلك الذكريات الحلوة ...تذكرت قصة قرأتها في السيرة النبوية , في ليلة شديدة البرودة من ليالي
المدينة المنورة ... نسجت إمرأة من نساء الأنصار عباءة من قطيفة ...وجاءت بها لتعطيها إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام ,
تعطيه إياها في الجو الشديد البرودة ولبسها الرسول صلى الله عليه وسلم فخرج بها لأول مرّة على
أصحابه الكرام ...فنظر إليه رجل من الأنصار وقال.... ما أحسن هذه العباءة أكسنيها
يا رسول الله , فخلعها النبي الكريم في الحال ...وأعطاه إياها , لقد آثره على نفسه .. رغم حاجته إليها ...
حينها أدركت الفرق بين احتمال الرسول الكريم لشدة البرد ...وبين احتمالنا له ونحن صغار...
وكيف كان اللعب ينسينا الاحساس بالبرود ة...
يالا روعة تلك المشاعر ويالا جمالها
هذه الكلمات ملكاً لكاتبتها الرجاء الإستئذان عند أي تصرف يتعلق بها
شكراً و شكراً وشكراً