كيف تستمتع بحياتك الوظيفية؟؟
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك الكثير من الناس لايشعرون بمتعه في مجال عملهم ، ويبدو ذلك واضحاً من خلال ظاهرة الهروب والتأخر والغياب وتعطيل المراجعين وغير ذلك من الاسباب التي تدل على وعي ناقص بطبيعة الحياة العمليه ..
لكن كيف تحول عملك الى مصدر للمتعه بدلاً من كونه مصدر للألم ؟
1-في البدايه يجب على الانسان ان يذكر نفسه دائماً وخصوصا عند الاستيقاظ للعمل بأنه في نعمه كبيره ويستشعر نعمة حصوله على عمل فكثير من الناس لاتجد عمل بسهولة في هذا الزمن ، ويجب على الانسان ان يقارن نفسه بمن هو اقل منه ولم يجد عمل للأن او يعمل في وظيفة اقل من شهادته او راتب ضعيف ، فيتذكر نعمة الله عليه ويحمده ويشكره وهذا ادعى لأنشراح الصدر وحصول الطمئنينه وراحة البال..
2- نلاحظ في مجال الوظائف حدوث حزازيات بين الزملاء، فهذا يكره زميله ، والثاني يرى انه يقوم بجهد يفوق زميله ، وان فلان يحصل على تقدير اكثر منه ، وانه تعب بشكل اكثر من غيره ولايجد التقدير، وهذه بالطبع من الأمور التي يقف وراءها ابليس بكل بساطه ، فلا هم لأبليس الا الوسوسة للإنسان بكل ماينغص عليه حياته ، وكما اخبرنا الله ان كيد ابليس ضعيف ، ولكن نحن من نسمح له بمضايقتنا ” ان انصتنا لوسوسته ونفذناها” فتبدأ المشاعر السلبيه تتسرب بسهولة للنفس ويحصل الاحباط والضجر وضيق الصدر ، لهذا يجب على الانسان ان يفكر بعكس مايريده ابليس، ويحاول ان يحب زملائه اكثر ويعتبرهم اسرته الثانيه ويتعامل معهم بمزيد من التسامح والحب وثق تماماً ان ماتزرعه تحصده وكل ماتعطيه للناس ينعكس ايجاباً عليك وان احتاج ذلك احياناً لبعض الوقت حتى يؤتي ثماره ..
3- لاتكثر من الملاحظات والمقارنات في مجال عملك ، ركز في عملك فقط ، لديك عدد ساعات ركز على استغلالها حتى لو لاحظت ان احداً يحاول استغلال نشاطك فلا تقلق فأن كنت تستطيع المساعده ولا يسبب ذلك ضغطاً عليك فاحتسب الاجر وأنت بذلك تكسب العديد في صفك وسينتظر لك الزملاء اقل فرصه ليردو اليك جميلك ، فعامل الناس بالحسنى وكن الانسان الذي يضيء بوجوده مكان العمل والذي يحبه زملائه ويسعدون بوجوده ، وان التزمت بذلك فستجد ان الوقت يمر عليك بسرعه هائله وانك تستمتع بعملك اكثر وتزادد نضجاً وراحه وخبره ، عكس ذلك المهمل الذي يتهرب من عمله فتجده ينظر للوقت في كل دقيقه ويمر عليه اليوم ثقيلاً بطيئاً لأنه لايقوم بعمله على اكمل وجه ,,
4- سوف تجد في مجال العمل اصناف شتى من الناس وسوف تسمع نصائح ذهبيه لاهم لأصحابها الا جعلك تنحرف عن الطريق الصحيح ، مثل طنش ، تجاهل ، العمر ينتهي والعمل لاينتهي ، خليها بكره ، تبي ترتاح العب ولاتظهر جديتك والى غير ذلك من النصائح التي تعكس نظرة ضيقة للحياة ، فأنت في النهاية تخلص وتتعامل مع لله الكريم الرزاق الذي يراك ويرى اخلاصك وحبك للعمل وحين تخلص في عملك فأنت تشكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة التي اعطاك اياه وتظهر تقديرك لها ، فأنتظر الثواب والاجر الكبير ، ومن اكرم من اكرم الأكرمين وخير الرازقين ؟ ، واتذكر في هذه قصة يحكيها لي احدهم انه كان كل لديهم موظف من يراه يعمل يظن انه صاحب العمل وليس مجرد موظف لشدة اخلاصه وتفانيه ، وبعد فترة عرضت عليه احد اكبر الشركات عرضاً لكي يعمل معها وبراتب يفوق راتبه اضعاف مضاعفه ، وفوق ذلك مميزات لايحلم بها غيره ، ” فمن الذي كافئه على حسن عمله ” وهل سوف يكون هذا حاله لو انصت للسلببين وترك الاخلاص لرب العالمين ؟
5- احرص على الالتزام بساعات العمل فأن كنت ترى ان ثمان و 9 ساعات كثيره فهناك من يعمل 18 ساعة يومياً وبراتب قد لايصل لنصف راتبك ومتغرب عن بلاده ويعمل في مهن ذات شأن منخفض وكل ذلك لكي يتحصل على لقمة العيش ، فأحمد الله سبحانه وتعالى وضع في اعتبارك ان هذه الساعات محسوبه عليك وهي التي تأخذ عليها راتبك ، وتذكر ان الله سبحانه وتعالى يبتلي من يقصر في عمله بالهموم والاحزان ويكافيء من يخلص في عمله ويعطيه حقه ، فلا تدع للشيطان مدخلاً عليك ولاتترك لنفسك هواها ، فلو اعطيت لنفسك هواها فحتى لو كان الدوام ساعه واحده فلن تستطيع اكمالها ..
6- تذكر ان النفوس مختلفه في مجال العمل وقد تجد من يكره نجاحك فيحاول ازعاجك ، فلاتلقي له بالاً لأنه مرسول ابلبيس ليزعجك في عملك ، فكل ماعليك ان تركز في عملك فقط ولاتلقي لمثل هذه الشخصيات بالاً، وسوف تخفت وتضعف لوحدها تلقائياً مع مرور الوقت ، وتذكر ان المكر السيئ لايحيق الا بأهله ، وردد دائماً ” وافوض امري الى الله ان الله بصيرٌ بالعباد “ فسيتولى الله عنك مثل هذه الشخصيات الحاقدة ويصرف اذاها عنك ..
7- لاتنسى ان تصلي الفجر في الجماعه وفي الصف الأول فأن في ذلك بركه عظيمه تنعكس عليك طوال يومك فتبدأ نهارك نشيطاً وبطاعه ، وسوف تلاحظ حتى تعامل زملائك قد اختلف وتشعر بسكينه وطمئنينه فيقول الله الرسول صلى الله عليه وسلم ” من صلى الفجر في جماعه فهو في ذمة الله ” وبالنسبه للفتيات تحرص على صلاة الفجر في وقتها ..
8- احرص على الصدقة من الصباح الباكر وانت في طريقك للعمل ، فأن كنت تأخذ فطورك الصباح معك ، فأحرص ان تزيد وجبه لكي تفطر به مسكيناً في طريقك ، فتنعكس بركه عملك عليك ، ويلحقك بركة دعاء الملائكه حين تقول “ اللهم اعطي كل ممسك تلفا وكل منفق خلفا”
9- لاتكثر التفكير في الاجازات والاعتذارات ، فما تركز عليه تحصل عليه ، بل ركز بأستمرار على سعادتك في عملك ، فأنك لو اخذت اجازه عام كامل فسوف تعود للعمل وانت ترغب في اجازه اخره فهذه هي النفس كما تعودها تعتاد ، ولكن دع اجازاتك في الاوقات التي تشعر فيها فعلاً انك بحاجة لتجديد نشاطك ..
10- بالنسبه للمعلمين والمعلمات اعلم انك تعمل في وظيفة سامية جداً يندر ان يجدها غيرك ، فأنت تعد اجيال ويمر تحتك يدك في العام االواحد العشرات من الطلاب ان لم يكن المئات فتخيل حين تحسن تعليمهم وتحبب اليهم العلم وتكون قدوة ومثال للمعلم الصالح الذي لايمكن ان ينساه طلابه للأبد ، فكل شخص حتى لو اصبح كهلاً لايمكن ان ينسى معلم احسن تعليمه وكان قدوة في اخلاصه في عمله وتهذيب اخلاقه بل يتذكره بالأسم ويحكي لأولاده عن معلمه الفاضل الذي احسن تعليمه وكان قدوه له ، لهذا لاتنسى ايها المعلم العزيز انه ان كان غيرك يتعامل مع عدد محدود من الناس في وظيفته فأنت تتعامل مع اجيال قادمة احتسب الاجر في تعليمهم فأن زرعت فيهم حسن الخلق ودليتهم على الخير فأنت تشاركهم العمل في كل عمل خير يقومون به كنت انت سباباً في غرسه في نفوسهم طيل حياتهم ، فهل تفرط في كل ذلك الاجر ؟[/
11- كما تعامل الناس سوف يعاملك الله ، فأن كان عملك يلزمك بالتعامل مع الجمهور من مراجعين واصحاب حاجات وقمت بتعطيلهم والتراخي في معاملاتهم فلاتستغرب ان وجدت امور حياتك معطله وتسير بصعوبه ، فضع نفسك مكانهم وتخيل لو كنت مراجعاً مثلهم وعامل الناس كما يحبو ان يعاملوك ، ولاتنسى ان خدمة الناس لها اجر عظيم عند الله فقابلهم بأبتسامه واخلاق عاليه تعكس سمو نفسك وحسن عبادتك لربك .
12- كل انسان لايحمل هدفاً معيناً سوف يشعر بملل سريع لأن روح التحدي داخله خامده ، فأن كنت معلماً فأحرص ان تكون افضل معلم في مادتك ، وان كنت موظفاً فأحرص ان تكون اكفاء موظف في مهنتك ، واجعل كل ذلك يصب في نهايته الى رضا الله سبحانه وتعالى ..